
سراي بوست _ مناهل محمد
نعيش حياتنا ونحن نقدر إنجازات كل الذين حولنا، نهدي إخواننا وأبنائنا، نحتفل بإنجازات أصدقائنا وحتى جيراننا، ولكننا لو فكرنا قليلاً متى كانت آخر مرة كافئنا فيها أنفسنا فقد لا نتذكر شيئاً، تقول أثينا إحدى بطلات العالم في التزلج، بينما كنت أتزلج على الماء نجحت في تفادي رياح قوية من خلال قيامي بحركات بهلوانية رائعة، وبينما أنا في أوج انتصاري، عدت للشاطئ لأرى ما إذا كان جميع الجالسين على الشاطئ قد شاهدوا ما فعلت ولكنهم كانوا ينظرون في الاتجاه الآخر الأمر الذي أحزنني وخيب أملي، ولكن لحسن الحظ، قابلت بطلة العالم السابقة في التزلج وقالت لي: أثينا، عندما تحققين أكبر نجاح في حياتك، عادة لا يكون هناك أحد بلحظة انتصارك يكافئك عليه، لذلك عودي نفسك على تقدير نفسك ومكافأتها.
وبما أنك تعمل ليل نهار، ولا تلبث أن تضع رأسك على الوسادة ليلاً إلا وتفزع بصوت المنبه ينذر بيوم جديد، ما رأيك أيها القارئ أن تبدأ من اليوم وصاعداً بالشعور بقيمة ما أنجزته وراء كل ذلك التعب، أن تضع رأسك على الوسادة وأنت تردد لقد قمت بعملِِ رائع اليوم، بدل أن تقول علي إنجاز هذا وذاك غدا ولاحقاً.
ما تقوم به اليوم من عمل هو إنجازٌ يستحق التقدير من نفسك أولاً قبل أي شخص آخر، نعم، فأنت تعمل لساعات طوال، ولا يتوقف عقلك عن تذكيرك بقائمة المهام، ولكن هل عودت عقلك أن يذكرك بمكافئة نفسك بعد إنجاز تلك المهام، هل نظرت يوماً ما لإنجازاتك بعين الفخر، نعم أُنظر لإنجازاتك بعين الفخر ، وقدر ما تفعله.
فالمكافئات ليست نوع من الترفيه بل هي من أكثر الدوافع للاستمرارية ولإنجاز الكثير من المهام، تخيل أن تستبدل ذلك الشعور بالضغط الى دافع للاستمرارية.
أُنظر لكل ما تخطيته وكل ما فعلته وقدمته لنفسك ولكل الذين من حولك أليس عملاً يستحق الثناء، اذا كان كذلك اجلس مع نفسك في مكان ما واستمع إليها، كيف تكافئ ابنك أو اخيك الأصغر؟ أصدقائك ماذا تهديهم في نجاحاتهم وانجازاتهم ؟ تذكر أنك تستحق أن تحتفي بنفسك أيضاً.
ليس شرطاً أن تكون المكافأة حفلاً كبيراً أو شراء غرض غالي الثمن يمكن للمكافأة أن تكون لحظة امتنان تشعر بها في أعماقك، ثم تشكر الله الذي سخر لك جنوده.
قابلت في طريقي الكثير من الأشخاص الذين يعملون ليل نهار وينجزون ولكن للأسف لا يشعرون بقيمة ما يقدمونه فيشعرون أن كل ما يقومون به تافه وغير مجدي، وغالباً هم أولئك الواقعون في فخ المقارنة بإنجازات غيرهم.
تذكر أن مكافئة النفس ليست ترفيه بل هي علاج وضرورة لأجل الاستمرار ، وفي هذا يقول جورج إليوت “المكافأة لمهمة أنجزت هي القوة لإنجاز مهمة أخرى” وأنت ماذا تقول؟؟