
بقلم د. مروان جباري – باحث في حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني [1]خاص سراي بوست
إن مفهوم المبدأ الإنساني يبدأ من منطلق حماية الحقوق ورعايتها التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية، وإذا نظرنا لذلك فإن دولة تركيا قد تحملت العبء الأكبر في هذه المرحلة إزاء الاضطرابات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط.
لم تمثل دول أوروبا والأمريكيتين ودول شرق آسيا بكبرها وحجمها وإمكانياتها التي كان ينتظر منها الكثير .
ونحن لا ننوه بذلك إلى جميع الدول في هذه المنطقة ذات الإمكانيات المحدودة، مع ذلك فالجميع لهم مسؤولية كبرى تحتم عليهم بالتحرك بدافع إنساني بحفظ حقوق المهجرين قصراً او هاجروا بإرادتهم إزاء الاضطرابات السياسية الحاصلة في بلدانهم التي أشعلت فتيل حرب لا ندري أين نهايتها.
ولا يخفى عن الجميع أن هناك دول وراء تغذية هذه الصراعات القائمة وسبب رئيسي في تهجير اللاجئين من بلدانهم مع ذلك فهي لم تتحمل ولو عبء بسيط من معاناة هؤلاء المهجرين، بل وتنصلت من مسئولياتها إزاء الوضع الراهن.
ومن هذا المنطلق ما قامت به تركيا من مسؤولية تجاه هذا الوضع الراهن يجب أن تشكر عليه ولا نحمّل تركيا عبئاً و حملاً كبيراً يجب أن نكون منصفين فيه.
فتركيا فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين رغم عدم التزام الاتحاد الأوروبي باتفاقيات الدعم التي التزم بتقديمها لرعاية واستقبال اللاجئين.
مع ذلك فمن حق تركيا أن تحافظ على استقرارها اقتصاديا وسياسا وأمنيا لذلك يجب على الدول المتعاهدة بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية الإنسانية القيام بدورها تجاه اللاجئين.
وإن نظرنا من هذا المنطلق يجب أن تدرك القارة العجوز ان استقبالها للاجئين يعود بالفائدة على تنمية البلد اقتصاديا واجتماعيا وتأهيلها للاجئين وجعلهم عنصر فعال يستفاد منه ويعمل ويدفع الضريبة ويلتزم بالقوانين المنصوصة في هذه البلدان مع احترام اختلاف الديانات كما هو اليوم في تركيا،
فاستقبالها للاجئين وفتح أبوابها جعل منها بوابة اقتصادية و تجارية لم تتأثر في ظل الأزمة التي عانى منها العالم إزاء كوفيد-19 رغم اعتمادها الكبير على المصادر السياحية والتجارية التي توقف منها جزء كبير في هذه المرحلة.
رأينا جميعاً كيف تأثرت دول أوروبا من هذه الأزمة التي اعتقدنا أنّ القارة الأوروبية بدأت شعوبها بالانقراض بسبب تأثر كبار السن الذين يمثلون الشريحة الكبيرة بهذه القارة العجوز، لم يدركوا أن استقبالهم للاجئين سوف ينعكس عليهم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
ولا يعني ذلك أن لا تراعي هذه الدول حقوقها الأمنية ومصالحها التي قد تضر في الوسط الداخلي فعليها فرز وتأهيل من استطاعت فرزه وتأهيله وتتخلى عن من لا طريقة لفرزه وتأهيله.
ألمانيا أيضا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي استقبلت عدد كبير من اللاجئين بحضرة المستشارة الألمانية (ميركل) رغم محاربتها من أطراف ألمانية داخلية أن تتخلى عن إنسانتيها.
في الختام، شكرا لكل الدول التي رعت حقوق وحريات هؤلاء اللاجئين،
ستحفر مواقفكم في تاريخ كل الشعوب فالتاريخ لا يرحم .
المصادر
↑1 | خاص سراي بوست |
---|