يعدّ الحمل من المراحل المهمة لنموّ وتطوّر الطفل بشكلٍ سليم، ولذلك تُنصح المرأة الحامل بالالتزام بنظامٍ غذائي متوازن يوفّر كمياتٍ كافيةً من الطاقة والعناصر الغذائية المختلفة، ويشيع بين الناس أنّ المرأة ومن الجدير بالذكر أنّ الحامل تُنصح بالابتعاد عن بعض الأطعمة خلال فترة الحمل، ومنها القهوة، فقد ثار الجدل حول سلامة استخدامها للمرأة الحامل، وفي هذا المقال سنوّضح تأثير القهوة على الحامل بشكل علميّ.
عندما تشرب الحامل كوباً من القهوة، فإنّ الكافيين الموجود فيها يعبر المشيمة إلى السائل الأمنيوسي ثمّ إلى مجرى دم الطفل، ولكنّ جسم الجنين لا يملك القدرة على التخلص من الكافيين لأنّه لا يزال في مرحلة تطور، ولذلك يستغرق وقتاً أطول بكثير من جسم البالغين، ونتيجة لذلك، يتعرض الطفل لتأثيرات الكافيين لفترة أطول بكثيرٍ من الأمّ، ومن الجدير بالذكر أنّ استهلاك أكثر من 300 ملغرام من الكافيين يومياً خلال فترة الحمل يزيد من خطر ولادة طفلٍ صغيرٍ بالنسبة لسنّ الحمل كما لوحظ أنّ استهلاك ثمانية أكواب أو أكثر يومياً خلال فترة الحمل يزيد من خطر ولادة جنين ميّت ومن الجدير بالذكر أنّ الإفراط في تناول الكافيين يسبب ظهور بعض الأعراض والتي تصبح أكثر وضوحا مع تقدم الحمل، وذلك لأنّ قدرة الجسم على تحطيم الكافيين تصبح أبطأ مع الحمل، ممّا يزيد من تركيز الكافيين في الدم.
من جانبها، حددت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) أن الحد الأقصى من الكافيين للحوامل 200 ملج/ يوميًا، وأشاروا إلى أن تجاوز هذه الكمية يرتبط بزيادة خطر الإجهاض.
ورغم ذلك، أظهرت دراسة أجريت هذا العام 2021، أن السيدات الحوامل اللائي تناولن ما يعادل نصف كوب من القهوة يوميًا، بما يعادل 50 ملج/ يوميًا، كان لديهن أطفال أقل حجمًا عند الولادة من أولئك الذين لم يتناولن أي كافيين، ومن المعروف أن الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة قد يواجهون صعوبة في مقاومة العدوى وزيادة خطر تعرضهم لمضاعفات مثل الاضطرابات العصبية ومشاكل التنفس.
في المقابل، أشارت بعض الدراسات إلى عدم وجود ارتباط بين الكافيين والتأثير على وزن الطفل عند الولادة، حيث لاحظ الباحثون في دراسة واسعة أجريت عام 2013، أن الأدلة على الارتباط بين تناول الكافيين وتطور الجنين محدودة لأن الدراسات لم تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى، مثل التدخين، الذي المعروف أنه يزيد من خطر الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.
وأشارت دراسة أخرى، إلى أن الكافيين قد يتسبب في انقباض الأوعية الدموية في الرحم والمشيمة، ما قد يقلل من إمداد الجنين بالدم، وبالتالي يؤثر على نموه، وقد يغير استجابته للتوتر ويعوق نمو الأعضاء.
ويشير الخبراء، إلى أن هناك أطعمة ومشروبات أخرى تحتوى على الكافيين، ولكن تأثيرها لا يضاهى تأثير القهوة، موضحين أنه حتى القهوة منزوعة الكافيين قد تحتوى على كميات ضئيلة منه، ولعل أبرز الأمثلة على مشروبات الكافيين، الشاي والمشروبات الغازية والكاكاو.
من جانبها، تقول جيسيكا شيبرد، طبيبة أمراض النساء والتوليد ومديرة طب النساء في جامعة إلينوي في شيكاجو: “إن شرب أقل من 200 ملج من القهوة يوميًا آمن إذا كانت المرأة الحامل قادرة على تحملهت، ما يعني أنها لا تسبب الغثيان أو تزيد من حدة أعراض الحمل”.
