11 يونيو، 2023 | 3:55 صباحًا
سياسة حول العالم

موجة استنكار واسعة إثر مقتل الشاب اليمني عبدالملك السنباني

بعد أكثر من سبع سنوات من مغادرته اليمن، قرّر الشاب اليمني عبدالملك السنباني العودة إلى بلاده ولقاء أسرته التي تعيش في العاصمة صنعاء.

إلا أن ما لم يتوقّعه السنباني هو أن تنتهي رحلته الطويلة، التي قطعها من الولايات المتحدة الأميركية إلى اليمن، في ثلاجة الموتى.

إذ قُتل على يد قوات اللواء التاسع “صاعقة” التابع إلى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في بلدة طور الباحة بمحافظة لحج جنوبي البلاد.

يشار إلى أن الضحية طالب يمني في أمريكا وحصل على الجنسية الأمريكية بعد مدة قضاها هناك، وهو وحيد أسرته المستقرة في صنعاء.

وفي التفاصيل، أن الشاب المغترب عبدالملك لسنباني، 30 عاماً، ينتمي إلى محافظة ذمار، شمالي اليمن،

تعرض للتوقيف في نقطة عسكرية تابعة لمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، أثناء عودته من بلد الاغتراب الولايات المتحدة الأمريكية عبر مطار عدن الدولي الذي يعد المنفذ الوحيد، مع مطار سيئون، للعالم الخارجي.
وكان الشاب السنباني تعرّض للتوقيف والتفتيش المكثف، من قبل النقطة العسكرية التابعة لمسلحي الانتقالي الجنوبي في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج.

وذلك أثناء سفره عبر البر بسيارة أجرة من محافظة عدن نحو منطقة أسرته في محافظة ذمار، وعندما وجد مسلحو الانتقالي الجنوبي بحوزة السنباني دولارات أمريكية هي مدخرات غربته، حاولوا سلبها منه بالقوة، فامتنع عن ذلك ودخل معهم في عراك بالأيدي.


وقد استطاع الإفلات منهم والهرب جرياً على الأقدام نحو المناطق الريفية المحيطة بموقع النقطة العسكرية، ولكن مسلحي الانتقالي الجنوبي لحقوا به وألقوا القبض عليه دون مسوّغات قانونية والذين قاموا لاحقاً بإعدامه بدم بارد ومصادرة أمواله، ولفّقوا له تهمة العمل لصالح جماعة الحوثي لتبرير فعلتهم الشنيعة.

وفي منشور، قالت تسنيم أنور في رثاء شقيقها عبد الملك: “كيف أبدأ الكلام ولم تكن لي مجرّد أخ، كنت صديقي وحبيبي والحياة كلها، أخي يا وحيدنا وسند أمي وخواتي كسرت ظهري، لو بس خليّتني أشوفك بس (سمحت لي فقط برؤيتك) قبل ما تسير”. وتابعت في منشورها: “أكثر من سبع سنوات وأنا منتظرة هذه اللحظة. كنت منتظرة هذه اللحظة بفارغ الصبر، سبع سنين ولا قالت لك أميركا حاجة وتجي بلادك ويقتلوك، قتلوك وموّتوني”.

وأثار مقتل عبد الملك غضباً واستنكاراً واسعاً، وكانت مطالبات بالقبض على القتلة ووقف معاناة المسافرين في نقاط التفتيش من قبل مسلّحي المجلس الانتقالي، فضلاً عن نهب وممارسات تضييق مناطقية يتعرّض إليها المسافرون، خصوصاً الذين يتحدّرون من المناطق الشمالية للبلاد.

إلى ذلك أدان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) مقتل السنباني، أمس الخميس، وأشار إلى أنه سيشكل لجنة دولية بعد التشاور مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي بهذا الخصوص.