5 يونيو، 2023 | 3:28 صباحًا
الأسرة والصحة

هل ترغب في خلق تواصل فعال مع أفراد أسرتك؟ إليك النصائح

إن بناء الأسرة يحتاج إلى فهم صحيح لعوامل نجاحها كمؤسسة فاعلة متزنة؛ إذ يبدأ هذا بالاعتماد على الترابط الأسري، ولتحقيق الترابط الأسري لابد من خلق تواصل فعال مع أفراد الأسرة، ففي وقتنا الحالي نعيش الكثير من الضغوطات والمصاعب فيجب علينا على الاقل أن نعيش في مجتمع أسري مترابط ومتعاون حتى نستطيع أن نخفف على بعضنا البعض أعباء الحياة.

ولتحقيق التواصل الفعال سنقدم لك اليوم  أفضل النصائح التي ستقودك الى أسرة محبة تنعم وتسكن بها روحك.

ولتحقيق ذلك يجب عليك اتباع بعض النصائح ليصبح تواصلك مع أفراد أسرتك فعال، وهذه النصائح هي:

الحوار: أولا عليك اتقان فن الحوار مع أسرتك والحوار الأسري يتضمن كل ما يدور بين أفراد الأسرة من نقاشات وحديث حول أمر ما يمس الأسرة بأكملها أو أحد أفرادها، فيتم خلاله توضيح العقبات والمشاكل ومن ثم النقاش حول أفضل الحلول، قد يكون الحوار حول مشروع يمس مستقبل الأسرة، فيتبادل أفراد العائلة الآراء والأفكار بغية التوصل إلى رأي يجتمعون عليه جميعهم، بذلك يكون الحوار جسراً يعمق الصلة بين أفراد الأسرة، ويزيد أواصر المودة، ومن أهم الأمور التي تسهم في نجاح العلاقات الأسرية هي مسألة الاحترام، وهو ما يخلقه الحوار الأسري، إذ يجعل كل فرد يتعلم ثقافة الإصغاء إلى الآخر، وثقافة تقبل وجهات النظر المختلفة، بهذه الحالة ينشأ الأفراد على احترام وحب بعضهم.

امنح الأولوية للمناسبات العائلية: تذكر أن الاستثمار في الوقت العائلي من الأمور الجيدة في تغيير حياتك وقضاء وقت ممتع مع العائلة يساهم في خلق شعور بالانتماء، حيث يمكن للجميع المشاركة في الأفكار مع بعضهم البعض، وإنشاء وحدة عائلية قوية من خلال تحقيق أقصى استفادة من اللحظات اليومية، وتذكر أن الوقت الجيد الذي تقضيه مع عائلتك سيُترجم إلى ثقة وصبر ومواقف إيجابية ودعم وولاء وحب.

تجنب احتكار السلطة: احتكار السلطة بالأسرة هو أن يتمتع شخص واحد في الأسرة بالسلطة العليا لاتخاذ القرارات، ويعتبر أن لديه كل المعرفة التي لا يمكن الطعن بها، فهو رئيس الأسرة، ففي أيامنا هذه تكون السلطة بيد الأب أو الأخ الأكبر، الأخت الكبرى أما في ما مضى كانت المجتمعات القديمة تقسم هذه السلطة بين الأب والأقارب، ويتأثر التواصل بين أفراد الأسرة بتركز القوة، وتنشأ النزاعات داخل الأسرة بسبب تحدي هذه السلطة.

تجنب الاستبدال: يعمل الدماغ بشكل معقد يصعب على  الإنسان تصوره، فيحاول تشفير الرسائل لإخفاء المعنى الحقيقي، بحيث لا يتوافق مع التصرف الذي يقوم به الإنسان كأن يستبدل شخصاً بآخر، فمثلاً عندما يشعر بالاستياء من المدير في العمل بدلاً من النقاش معه يقوم باستبداله بأن يصب غضبه على الزوجة؛ التي بدورها بدلاً من التواصل مع الزوج ونقاش المشكلة، تخرج غضبها على الأطفال، هكذا يصبح الأطفال عاجزين عن التواصل مع آبائهم، بالتالي يفقدون القدرة على التواصل فيما بينهم أيضاً وهكذا يصبح الإستبدال في علاقاتنا فنصب غضبنا أو توترنا على غيرنا على سبيل التفريغ دون أن يكون للطرف الاخر ذنب أو حتى علم بما يحدث لنا.

كن إيجابياً مع أفراد أسرتك: بعض الناس يتحدثون إلى الآخرين بطريقة سلبية، وهذا لا يجوز أن يحصل أثناء التواصل ضمن الأسرة، كتوجيه انتقادات ساخرة للمتحدث مما يسبب انسحابه من دائرة التواصل الأسري، هنا من الأفضل أن يكون النقد تصحيحياً ايجابياً أي يترافق مع التشجيع والتقدير بذات الوقت،  فالتواصل الإيجابي أكثر تأثيراً في سير عملية التواصل الصحيحة.

حدد وقت لأفراد العائلة: مع تحديات الحياة وأقات العمل الطويلة قد لا يتوفر لديك الوقت الكافي لممارسة نشاطات متعددة مع أفراد عائلتك، لكن مع هذا حاول بقدر الإمكان أن تخصص وقتاً حتى ولو كان مرة في الاسبوع تتحدث فيها مع والديك أو تتناقش فيه مع زوجتك أو زوجك، أختك أو أخيك أو شارك طفلك شيئًا يحبه، أو تناول الغداء أو العشاء أو المشروب المفضل له في مكان يحبه، وهذه طريقة رائعة تساعدك أنت وطفلك في تعميق العلاقة بينكما.

كن واضحاً ولطيفاً ودقيقاً: هذه النصائح الثلاث لا بد من تطبيقها خلال أي عملية تواصل ضمن الأسرة، فمن المهم أن تكون دقيقاً في اختيار كلماتك حتى تتوضح الرسالة التي تريد إيصالها إلى أفراد الأسرة، مما لا يترك مجالاً للغموض.

وأخيراً عزيزي القارئ إحذر أن تكون شهماً لطيفاً حنوناً على أصدقائك وفظ قاسٍ مع أفراد أسرتك وإخوتك، إحذر من أن تكون الرحمة والإحتواء والمساعدة للغير وأهل بيتك لا ينالون منها نصيباً وقد كان رسول الله “صلى الله عليه وسلم” مساعدا ومحبا ومرحا مع أهل بيته فلنأخذ منه عبرة في معاملاتنا داخل بيوتنا، ولنتشبه بسيد الخلق.