أخبار دوليةالشأن التركي

بينها أنقرة.. اتصالات أممية مع 5 عواصم لحل أزمة الغذاء والسماد

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن “اتصالات مباشرة” مع 5 عواصم، بينها أنقرة، للتوصل إلى “صفقة شاملة” تتيح إعادة تدفق منتجات الغذاء الأوكرانية والسماد الروسي إلى السوق العالمية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غوتيريش في نيويورك مع الأمينة العامة لمنظمة الأمم لمتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ريبيكا جرينسبان، بمناسبة صدور التقرير الأممي لمجموعة الاستجابة للأزمات العالمية حول “تداعيات الحرب في أوكرانيا على الغذاء والطاقة وأنظمة التمويل”.

وقال غويتريش إن “هذا التقرير يوضح التأثير المنهجي والمتسارع والشديد للحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل.. أصبحنا بعد ثلاثة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا أمام حقيقة جديدة”.

وأوضح أنه “بالنسبة للموجودين على الأرض (في أوكرانيا) يجلب كل يوم لهم إراقة الدماء، وبالنسبة للناس في كل أنحاء العالم، تهدد الحرب بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع والعوز وفوضى اجتماعية واقتصادية في أعقابها”.

وأردف: “يواجه الأشخاص والدول الضعيفة بالفعل ضربات موجعة، ولن يكون هناك أي بلد أو مجتمع بمنأى عن أزمة تكلفة المعيشة هذه”.

وأفاد بأن “أسعار المواد الغذائية اقتربت من مستويات قياسية، وارتفعت أسعار الأسمدة بأكثر من الضعف”.

واستطرد: “ومع عدم توفر الأسمدة سينتقل العجز في إنتاج الذرة والقمح إلى المحاصيل الأساسية الأخرى، وبينها الأرز، مع التداعيات المدمرة لذلك على مليارات البشر في آسيا وأمريكا الجنوبية”.

وأوضح غوتيريش أن “عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد تضاعف في العامين الماضيين، ومن المتوقع أن يزداد 47 مليون شخص عام 2022”.

وأكد أن “هناك طريقة واحدة لوقف هذه العاصفة المتصاعدة وهي إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.. وتوقف الموت والدمار وإيجاد حل سياسي يتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وتقول موسكو إن خطط جارتها أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي، وتطالبها بالحياد والتخلي عن هذه الخطط، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في سيادتها.

واستدرك غوتيريش: “وحتى يحدث ذلك (وقف الحرب)، نحتاج إلى إجراء فوري على جبهتين: أولا تحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وثانيا إتاحة الموارد المالية لمساعدة البلدان الأشد فقرا”.

وبشأن الجهود الأممية والدولية لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية والروسية إلى السوق العالمية، قال غوتيريش إنه كلف “ريبيكا جرينسبان ومارتن غريفيث (المنسق الأممي للشؤون الإنسانية) بالتوصل إلى “صفقة شاملة تسمح بتصدير آمن ومضمون للمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود، وكذلك وصول المنتجات الغذائية والسماد الروسي إلى السوق العالمية دون عوائق”.

وتابع: “يجب أن يعود الغذاء المنتج في أوكرانيا، والأسمدة المنتجة في روسيا، إلى الأسواق العالمية لكسر الحلقة المفرغة من ارتفاع الأسعار وإغاثة البلدان النامية”.

وشد على أن “هذه الصفقة ضرورية لمئات الملايين من الناس في البلدان النامية، بما في ذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.

ومضى قائلا: “عملت ريبيكا ومارتن عن كثب مع جميع الأطراف للمضي قدما في هذا الأمر، وأجرينا اتصالات مباشرة مع أنقرة وموسكو وكييف وبروكسل وواشنطن”.

واستدرك: “لكن في هذه المرحلة، فإن قول أي شيء في العلن (بشأن هذه الاتصالات) يعرض فرص النجاح للخطر”.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، إمكانية استحداث آلية متعددة الأطراف لفتح ممر آمن في البحر الأسود لنقل الحبوب والمنتجات.

وأوضح تشاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بأنقرة: “نتحدث عن آلية يمكن إنشاؤها بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا لاستحداث ممر لنقل الحبوب، وأنقرة ترى أن هذه الآلية قابلة للتطبيق”.

وتابع: “إذا كانت هناك منتجات سيستوردها العالم من أوكرانيا وروسيا فيجب علينا تمهيد الطريق لذلك معا”.