انتقد العديد من خبراء التقنية حول العالم قرار شركة “أبل” الأميركية الصادر بمراجعة الصور المتواجدة على هواتف “آيفون”، قبل مزامنتها مع حسابات المستخدمين على خدمة التخزين السحابي iCloud لرصد أي صور تعرض استغلال الأطفال جنسياً أو بأي شكل آخر.
مدير “واتساب”: انتهاك للخصوصية
الخبراء اعتبروا أن قرار الشركة انتهاك لخصوصية مستخدمي هواتف “آيفون”، وكان على رأس المنتقدين مدير خدمة “واتساب” ويل كاثكارت، الذي قال إن القرار “خاطئ” ويمثل تراجعاً كبيراً في حماية خصوصية المستخدمين حول العالم.
وأشار كاثكارت، إلى أن “واتساب” تعمل بشكل مستمر على رصد وتتبع مختلف المحتوى المسيء للأطفال، لكن دون التخلي عن خصوصية المستخدمين، لافتاً إلى أن الشركة لم تلجأ أبداً إلى كسر تشفير المحادثات، لكنها في الوقت نفسه قدمت 400 ألف بلاغ إلى المركز القومي الأميركي للأطفال المفقودين والمُستغلين في 2020، من خلال الاعتماد على إبلاغ المستخدمين أنفسهم عن المحتوى المسيء.
وأضاف “كاثكارت” أن “أبل” بدلاً من أن تلجأ إلى إتاحة الخيار للمستخدمين بشكل يمكنهم من الإبلاغ عما يصادفونه عبر خدماتها من محتوى مسيء واستغلالي للأطفال، فضلت أن تطور نظاماً برمجياً يمسح كافة الصور المتواجدة على هواتف “آيفون” حتى إن لم يشاركها المستخدم مع أي شخص، معتبراً أن هذا “ليس من الخصوصية في شيء أبداً”.
مقدمة للتجسس
واستنكر ماتيو جرين، أستاذ مساعد بجامعة جونز هوبكنز، أداة “أبل” الجديدة، واصفاً إياها بأنها مقدمة لعصر جديد يسهل التجسس خلاله على المحتوى المشفر بشكل طرفي.
وانتقدت مؤسسة الحدود الإلكترونية السياسة الجديدة لـ”أبل”، واعتبرتها تضعف من تأمين البيانات والمحادثات الشخصية، وتفتح باباً خلفياً في حرية الرأي لأنها ستعطي أملاً للأنظمة الديكتاتورية بإمكانية النفاذ إلى بيانات المستخدمين بسهولة.
كانت شركة “أبل” أعلنت، الخميس، إطلاق خاصية جديدة لأجهزة “آيفون”، قالت إنها ستتيح الكشف عن الصور غير القانونية المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وإبلاغ السلطات المعنية بها، مع الحفاظ في الوقت نفسه على خصوصية المستخدمين.
وكشفت الشركة، أنها ستستخدم برنامجاً جديداً لتحديد الصور غير القانونية، التي حفظها المستخدمون على خدمة التخزين السحابية (iCloud) “دون التطفل مباشرة على مجموعات الصور الخاصة بالمستخدمين”، بحسب ما نقله موقع “أكسيوس” الأميركي.
وأوضحت أنه “إذا اكتشف النظام الجديد ما يكفي من مثل هذه الصور في أي حساب، فسيقوم مشرفون بشريون بمراجعة الحالة يدوياً، لاحتمال إحالتها إلى سلطات إنفاذ القانون”.
وتقول “أبل” إنها واثقة من أن معدَّل الخطأ في نظامها هو “واحد من كل تريليون”، بحسب ما نقله موقع “أكسيوس”.
