
لا يزال فهمنا لعدوى كوفيد-19 والعوامل المؤثرة عليها غير مُكتمل، ما دفع الباحثين من جميع أنحاء العالم للسعي من أجل كشف مزيد من أسرار هذا المرض ومكافحته.
وفي السياق، وجد فريق بحثي -بقيادة باحثين في جامعة “نيويورك لانجون هيلث” و”مركز بيرلماتر للسرطان” التابع لها- أن العلاج المناعي للسرطان لا ينتج عنه زيادة في معدل الإصابات بـ”كوفيد-19″ والوفيات الناتجة عنه.
واستبعدت الدراسة -التي تُعرض نتائجها في الاجتماع السنوي لـ”الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري” (ASCO)، الذي يُعقد عبر الإنترنت في 4 يونيو القادم- أن تتسبب أدوية السرطان القادرة على إضعاف الاستجابة المناعية للجسم في زيادة خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 أو الوفاة، مقارنةً بعلاجات سرطان الثدي التي لا تُضعف جهاز المناعة.
درس الباحثون حالة أكثر من 3000 مريضة تلقين علاجًا لسرطان الثدي في الفترة ما بين فبراير إلى مايو من العام الماضي (2020) في مدينة نيويورك، وحلل الباحثون البيانات التي حصلوا عليها، بما في ذلك نتائج اختبار الإصابة بكوفيد-19، ومدى انتشار السرطان، ووجود أمراض أخرى، ومدة البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص بالسرطان.
وأفادت النتائج أن 64 مريضةً فقط -يمثلن 2% فقط من حجم العينة- أصبن بالفيروس، بينما أنهى الفيروس حياة 10 منهن، وهي نسبة تُعد منخفضة ومتوقعة لهذه الفئة العمرية، بغض النظر عن السرطان، وفقًا للفريق البحثي.
استهدفت الدراسة مقارنة معدلات العدوى بـ”كوفيد-19″ في مرضى سرطان الثدي الذين تلقوا العلاج الكيميائي (العلاج بالأدوية السامة للخلايا) مع معدلاتها في المرضى الذين تلقوا علاجات أخرى غير سامة للخلايا، مثل علاج الغدد الصماء والعلاج الموجه.
قضى الفريق البحثي حوالي عام في جمع البيانات وتحليلها، وتُعتبر هذه الدراسة أول تحقيق كبير من هذا النوع لتقييم تأثير علاج الأورام على عدوى كوفيد-19، ومُخرجاتها تُبدد المخاوف الأولية من استخدام بعض علاجات السرطان خلال الوباء.
ويأمل الباحثون أن تكون نتائج دراستهم مفيدةً لأطباء الأورام عند تقديم المشورة العلاجية لمرضى سرطان الثدي حول العالم في أثناء الجائحة.
خطر على المسنين
تضمنت النتائج اكتشافًا آخر يتسق مع بعض الأبحاث السابقة حول وفيات كوفيد-19، إذ أظهرت الدراسة أن المرضى المسنين والذين يعانون من زيادة الوزن لا يزالون في خطر متزايد للوفاة من عدوى فيروس كورونا.
يحذر الباحثون من التطور السريع لفيروس كورونا المستجد، ويشددون على ضرورة استمرار الإجراءات الوقائية داخل مراكز السرطان.
ويعتزم الفريق البحثي الاستمرار في تقييم تأثير الوباء على مرضاهم، بما في ذلك معدلات العدوى والمضاعفات، وذلك في ضوء المتغيرات التي تطرأ على الفيروس، والتي لم يتمكنوا من دراستها بعد.
يُذكر أن سرطان الثدي هو السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين النساء في الولايات المتحدة، إذ يؤدي إلى وفاة حوالي 45 ألف مريضة كل عام.