
تروي مسرحية إيطالية، مأخوذة من قصة حقيقية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية، ما فعله قنصل تركي لإنقاذ عائلة يهودية من الموت على أيدي النازيين.
وعقب احتلالهم مناطق الشمال الإيطالي خلال الحرب العالمية الثانية بدأ النازيون ارتكاب المجازر التي بدأت في سبتمبر/أيلول 1943 على ضفة بحيرة ماجوري شمالي إيطاليا، وبالتحديد في مدينة “مينا”.
حاول النازيون حينذاك قتل 21 شخصاً، بينهم اليهودي الإيطالي ألبرتو بيهار وعائلته، وكانوا يحملون جوازات سفر تركية.
وتمكن النازيون من قتل 16 يهودياً من منطقة سالونيك اليونانية، فيما نجح القنصل العام التركي فؤاد نبيل أرتوق بإنقاذ عائلة “بيهار”.
في تلك الأثناء كانت بيكي بيهار تبلغ من العمر 12 عاماً، وظلت منذ ذلك الحين حتى وفاتها عام 2009 تحكي لأحفادها والأجيال التي بعدها تضحيات القنصل العام التركي “أرتوق” لإنقاذ حياتهم.
تأثر الكاتب الإيطالي لوكا كونتاتو بالقصة التي سمعها من بيكي بيهار، فقرر تأليف كتابه “الأرواح الـ16″، نسبة إلى اليهود الـ16 الذين قتلوا على يد النازيين في مجزرة “مينا”.
ولاحقاً قرر فنانون إيطاليون تحويل كتاب “الأرواح الـ16” التي تتناول ضمن أحداثها تضحيات القنصل أرتوق، إلى مسرحية لعرضها على خشبة المسرح.
وفي 22 سبتمبر/أيلول الماضي أقيم حفل تعريفي بمسرحية “الأرواح الـ16” تزامناً مع الذكرى السنوية لمجزرة “مينا”.
تقول روسانا أوتولينغي ابنة بيكي بيهار التي نجت من الحادثة الأليمة إن أرتوق “لديه مكانة خاصة في قلبها وقلب كل أفراد أسرتها”، وفق حديثها لوكالة الأناضول.
وحول تفاصيل الحادثة قالت أوتولينغي إن “القنصل عقب سماعه بتوقيف النازيين لليهود الإيطاليين داخل فندق، واعتزامهم قتلهم ورميهم في البحيرة، تحرك على الفور لمنع حدوث ذلك”.
وأضافت أن “من بين الموقوفين من قبل النازيين كان جدها وجدتها ووالدتها و3 من أشقائها”.
وأوضحت أن أرتوق “توجه إلى مكتب للنازيين في منطقة بافينو الإيطالية وأكد لهم أن تركيا بلد محايد في الحرب العالمية الثانية”.
وأشارت أوتولينغي إلى “تهديد القنصل العام التركي وبكل شجاعة النازيين بإشعال أزمة دبلوماسية في حال إلحاق الضرر بأي مواطن تركي سواء أكان يهودياً أو كاثوليكياً”.
وأردفت أن “النازيين كانوا يخشون حينها أن تصطف تركيا المحايدة في الصف المقابل، لذا لم يرغبوا في اندلاع أزمة دبلوماسية معها”، مضيفة: “هذا ما أقنع الجنود الألمان”.
ولفتت أوتولينغي إلى أن القنصل العام التركي “نجح بذلك في إنقاذ أرواح مجموعة من اليهود الإيطاليين ومن بينهم عائلة بيهار الذين فروا بعد ذلك إلى سويسرا”.