
أشار تقرير نشرته شركة الاستشارات العقارية “نايت فرانك” أن تركيا سجلت أعلى معدل ارتفاع سنوي في أسعار المنازل بين دول العالم خلال العام المنتهي في الربع الثاني من 2021، ولكن معدل نمو الأسعار بها يشهد تباطؤًا، ويعتمد التقرير على مؤشر أسعار المنازل العالمية الذي يتتبع حركة أسعار العقارات السكنية عبر 55 دولة ومنطقة حول العالم.
وأشار التقرير إلى ارتفاع متوسط معدل التغير السنوي في أسعار المنازل إلى 9.2% خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في يونيو 2021، مسجلاً أسرع وتيرة منذ عام 2005، وذلك مع استمرار الطفرة السكنية التي سببها الوباء.
وبشكل إجمالي سجل 18 سوقًا معدل نمو في الأسعار مكون من رقم من خانتين، مقارنة مع 13 سوقًا فقط في الربع السنوي الماضي، و7 أسواق في نفس الفترة من العام الماضي.
بينما شهدت دولتان فقط تراجعًا في الأسعار هما الهند وإسبانيا، إلا أن هذا أقل عدد من الأسواق التي تسجل تراجعًا في الأسعار منذ بدء مؤشر أسعار المنازل العالمي في عام 2008.
وعلى الرغم من النمو القوي للأسعار إلا أن هناك دلائل على ضعف الطلب في بعض الأسواق، ففي الولايات المتحدة، تراجعت طلبات الرهن العقاري، كما أن نسبة الأسر التي ترى أن الوقت الحالي مناسب للشراء وصلت إلى أدنى مستوياتها في عقد زمني عند 28% في يونيو. إلى جانب أن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة في أسواق مثل نيوزيلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تؤثر على معنويات المشترين في المدى المتوسط.

وبالرغم من وباء كورونا الذي قلص من نسب الطلب بشكل عام في العديد من القطاعات المختلفة حول العالم إلا أن قطاع العقارات في تركيا عموماً، وفي إسطنبول خصوصاً، شهد ارتفاعاً كبيرا في الأسعار، وخاصة فيما يتعلق بالشقق السكنية، وجاء ارتفاع أسعار العقارات تزامناً مع تواصل حركة مشاريع عمرانية عملاقة ومتسارعة في إسطنبول وأطرافها، لكن تركيز الطلب على مناطق بعينها أكثر من غيرها رفع من قيمة الأسعار إلى حدود تجاوزت الضعف في كثير من الحالات، فضلا عن السرعة الكبيرة في تأجير ما يتوفر من مساكن للباحثين عن الشقق.
ويذكر أن هناك أسباباً كثيرة ساهمت في زيادة أسعار المنازل والعقارات في تركيا منها الجو التنافسي في البلاد حيث أن تركيا بلد يتنافس المستثمرون من أجل شراء العقارات فيها فترى جنسيات مختلفة من مشرق العالم وحتى مغربه فيها ويعملون في هذا المجال تحديدا فترى العربي والأجنبي مما يخلق جواً تنافسيا بينهم.
إضافة الى ذلك تركيا بلد سياحي من الدرجة الأولى لذلك العقارات مطلوبة للغاية من جهة الأتراك ومن جهة السياح، سواء كانت العقارات التجارية أم العقارات السكنية أم الفندقية أو غيرها.
وأخيراً يجب أن لا ننسى أن تركيا تتميز بالبنية التحتية عالية الجودة والتي لها تأثير كبير في أسعار العقارات فتتمتع تركيا ببنية تحتية متطورة في قطاعات النقل والاتصالات والطاقة، وتتميز بسكة حديدية متطورة تسهل النقل إلى وسط وشرق أوروبا، فهذه البنية الممتازة تجعل من الحياة بها مرغوبة عند كثير من الناس.