
لطالما خشي خبراء الصحة العامة من ظهور متغير جديد وخطير من فيروس كورونا، يكون أكثر فتكا، وأكثر قابلية للنقل، وأكثر قدرة على التكيف مع اللقاحات.
وبالفعل فإن ظهور متحور أوميكرون، كان متوقعا، حيث اكتشفه العلماء في بوتسوانا وجنوب أفريقيا لأول مرة، وهو يتميز بطفرات كبيرة في البروتين الذي يشكل شوكات الفيروس وكان العدد الكبير من الطفرات سببا كافيا للقلق.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اعتبرت منظمة الصحة العالمية رسميا أن أوميكرون “متحور يثير القلق”.
ويعني هذا التصنيف أن منظمة الصحة العالمية تعتقد أن هناك سببا وجيها للاعتقاد بأن متغير أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من البديل السائد حاليا في دلتا، أو أنه يسبب أمراضا أكثر حدة، أو أنه يمكن أن يتهرب بشكل أفضل من تدابير الصحة العامة، بما في ذلك اللقاحات – أو كل ما سبق.
وقد يستغرق الأمر أسبوعين على الأقل قبل أن نبدأ في الحصول على إجابات حازمة ومحددة على الأسئلة الكبيرة المعلقة حول متحور أوميكرون.
وبحسب موقع VOX فإن هناك أسئلة مهمة يجب الحصول على إجابات عليها من أجل حسم الأمر ومعرفة الآثار المتوقعة للمتحور الجديد:
كيف ينتقل؟
تطور Covid-19 ليصبح أكثر عدوى مع مرور الوقت، وكان المتحور ألفا، الذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة المتحدة قبل موسم العطلات في العام الماضي، ينتقل بسهولة أكبر من شخص لآخر، فيما كان المتحور دلتا، الذي اكتشف في الربيع الماضي، أكثر قابلية للعدوى من ألفا.
وإذا كان أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من دلتا، فمن المحتمل أن يصل إلى الناس الذين لا يتمتعون بأي مناعة ضد “كوفيد-19″، وهم عشرات الملايين من الناس في الولايات المتحدة، والمليارات في جميع أنحاء العالم، وقد يصبح في نهاية المطاف السلالة المهيمنة من الفيروس، تماما كما هيمنت دلتا على المتحورات السابقة من الفيروس التاجي.
وفي حال أثبت أوميكرون أنه الأقدر على التهرب من المناعة المكتسبة (سواء من التطعيم أو العدوى السابقة)، مما كان عليه دلتا، فأن هذا يعني مزيدا من العدوى المحتملة.
وقد شهدت جنوب أفريقيا، ارتفاعا حادا في حالات كوفيد اليومية على مدى الأسبوعين الماضيين – من متوسط 246 حالة جديدة حتى 14 نوفمبر إلى 851 1 حالة حتى 28 نوفمبر.
وكان ذلك هو الأساس لكثير من القلق بشأن أن يكون الميكرون أكثر قابلية للعدوى.
هل يسبب المتحور مرضا أكثر شدة؟
مزيد من العدوى يعني زيادة في حالات الإصابة، ما يعني أيضا زيادة في حالات الإصابة الشديدة ودخول المستشفى، لكن إذا كان المتحور أوميكرون يسبب مرضا أكثر شدة من المتحورات السابقة، فهذا يعني أن نسبة الحالات الشديدة ستكون أكبر من نسبتها الحالية.
وكانت هناك بالفعل بعض التكهنات المبكرة بأن أوميكرون قد يسبب أعراضا أكثر اعتدالا، وليس أعراضا أكثر حدة، لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن عدوى أوميكرون المبلغ عنها حتى الآن تميل إلى أن تكون بين الشباب، الذين هم أكثر توقعا لمقاومة الإصابة بكوفيد-19.
ما مدى قدرة أوميكرون على التهرب من لقاحات كوفيد-19؟
اللقاحات حتى الآن هي أكثر الأسلحة فعالية في العالم ضد كوفيد-19. لذا إذا أثبت أوميكرون أنه ماكر في التهرب من الاستجابة المناعية التي من المفترض أن تولدها اللقاحات، فإن ذلك سيكون مشكلة كبيرة أخرى.
وصممت اللقاحات لاستهداف نسخ سابقة من كوفيد، وربما يكون أوميكرون قد تحور لدرجة أنه من الصعب على اللقاحات محاكاة الفيروس لإرسال الجهاز المناعي في إثره.
وتوقع رئيس شركة فايزر، ألبرت بورلا، الاثنين، أن يقلل المتحور أوميكرون من قوة اللقاح، لكنه لن يجعل اللقاحات غير مفيدة.