
ارتفعت إيجارات المنازل في تركيا بشكل كبير عن معدلاتها على المستوى العام، فيما عرفت المناطق المركزية في المدن الكبرى زيادة مقدارها 100%، وكان أعلى نسبة من الارتفاع في إيجار الشقق من نصيب مدينة إسطنبول، التي شهدت زيادة بنحو 300%.
وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع في الإيجارات بنسبة 40% في عموم تركيا، كما وصلت الزيادة في الإيجارات إلى نسبة 50% في المدن التي تستضيف أعداداً كبيرة من الطلاب، مثل كوجايلي، وأسكي شهير، وأرضروم، وقونيا، وبورصة، وغيرها من المدن الأخرى.
ولقد وصلت نسبة الزيادة في المناطق المركزية التابعة للمدن الكبرى مثل أنقرة وإزمير إلى ما يقارب 100%، أما إيجار الشقق في إسطنبول فقد تصدرت المدن التركية في ارتفاع أسعارها بنسبة وصلت إلى ما يقارب 300% في بعض مناطقها.
يؤكد الخبراء أن ارتفاع الإيجارات ليس أمراً مفاجئاً، إنما هو أمر امتد تأثيره من العامين الماضيين إلى الآن، وكان من الأسباب الأساسية التي أدت إلى هذا الارتفاع هو الزيادة في الطلب، وبشكل خاص بعد بدء رفع القيود التي فرضتها جائحة كورونا، تزامناً مع تباطؤ في الإنشاءات الجديدة التي أوقفت ظروف كورونا بعض أعمالها.
ويضيف الخبراء أن عودة التعليم بشكل مباشر الذي تم إقراره قبل أشهر، كان نقطة الانعطاف الكبرى في هذه الارتفاعات.
وفقاً لتقرير أعدته منصة Hepsiemlak العقارية يبحث تغيرات الإيجارات السنوية في تركيا، خلال عام من تموز/ يوليو 2021، تصدرت إسطنبول الولايات التركية من حيث الارتفاع في إيجارات المنازل في بعض مناطقها.
وقد جاءت منطقة ساريير في المرتبة الأولى بين هذه المناطق، بنسبة زيادة بلغت 290% في حي روملي حصار التابع لهذه المنطقة، تلتها في المرتبة الثانية منطقة بشكتاش بمعدل زيادة بلغت 238%، وجاءت منطقة كاديكوي في المرتبة الثالثة بنسبة زيادة بلغت 150%

وفقاً لما نشرته صحيفة صباح التركية، فإن أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع الإيجارات هي:
- الإقبال الكبير على شراء الشقق السكنية أدى إلى سرعة في نفاد المخزون العقاري، مع تباطؤ في إنشاء المشاريع الجديدة بسبب ظروف كورونا، مما سبب زيادة في الطلب فاق العرض، فازدادت نسبة الاستئجار، وكنتيجة لذلك ارتفعت أسعار إيجارات المنازل.
- تعد خطة إعادة الإعمار التي تقوم بها الحكومة التركية في المناطق القديمة لتحصين أبنيتها ضد الزلازل، واحدة من الأسباب التي أدت إلى ازدياد الطلب على الإيجار، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
- الطلب المتزايد على الإيجار من قبل طلاب الجامعات، بعد عودة التعليم إلى الوضع الطبيعي.
- إغلاق بعض المساكن الطلابية، وخفض الطاقة الاستيعابية لبعضها الآخر بسبب ظروف الوباء.
- العدد الكبير من حالات الزواج التي تم عقد قرانها في هذا الصيف بعد فسح المجال لإقامة الأعراس، التي كانت ممنوعة بسبب ظروف الوباء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل وإيجاراتها.
- عودة الناس التي هاجرت من المدن الكبرى بعد نزوحهم عنها في فترات الحظر الذي فرضه الوباء، مما سبب حركة كبيرة في السوق العقارية لهذه المدن.
- ارتفاع قيمة الفائدة في القروض الإسكانية أدى إلى ارتفاع أسعار الشقق، مما جعل أصحاب المنازل يرفعون إيجارات منازلهم التي اشتروها بأسعار عالية.
- ارتفاع قيمة الفائدة جعل بعض الناس تختار الاستئجار حلاً بديلاً عن الشراء في الوقت الراهن، مما أدى إلى زيادة الطلب على الإيجار.
- تسابق أصحاب المنازل في ظل زيادة الأسعار إلى زيادة قيمة الإيجار عن القيمة المحددة قانونياً، وتهديد المستأجرين بالإخراج من المنزل في حال عدم قبولهم بالزيادة.
- قيام إدارات بعض المجمعات السكنية بعقد اتفاقيات حصرية مع مكاتب عقارية، ومنحهم تفويضاً حصرياً بتأجير المنازل في المجمع، وهذا كان أحد أسباب ارتفاع الإيجارات.