رئيس الجالية الفلسطينية م. حازم عنتر لـ”سراي”: عدّلوا أوضاعكم قبل إلغاء الإقامات السياحية!

- تجاوز عدد الفلسطينيين المقيمين على أرض تركيا 30 ألف نسمة
- نطالب بمساواة المواطن الفلسطيني بالمواطن السوري بأذونات العمل
- جاري العمل على حل مشاكل مخالفي الإقامات
- تنوع الاستثمارات الفلسطينية في تركيا وإنشاء مصانع في شتى المجالات
- 250 فلسطيني حاصل على الجنسية التركية عبر الاستثمارات أو الطلب الرسمي
- تقديم (25) منحة مدرسية و(15) منحة جامعية للطلاب الفلسطينيين العام الماضي
- (3) مدارس تقدم المنهاج الفلسطيني في إسطنبول
- رفع قيمة الاستثمار عن 250 مليون دولار سيؤثر على القوة الشرائية للسوق التركي
حوار: رانيا وهبه
دعا رئيس الجالية الفلسطينية بإسطنبول م. حازم عنتر، أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في تركيا إلى ضرورة تعديل أوضاعهم بأسرع وقت والحصول على إقامات أخرى بخلاف الإقامة السياحية ، محذراً من الاستمرار فيها لكونها لا تعطي حق البقاء والاستقرار على المدى الطويل على الأراضي التركية ، ومن الممكن تصعيب القرارات في الفترة القادمة.
وخلال اللقاء سلّط عنتر الضوء على جميع الأمور المتعلقة بأبناء الشعب الفلسطيني بما فيها أبرز المشاكل التي تواجه الفلسطينيين في تركيا وماهية الحلول المقدمة وأوجه التعاون بين الجالية الفلسطينية وعموم الجهات المعنية سواء التركية أو الفلسطينية.
كما تحدث عن حجم الاستثمارات الفلسطينية الموجودة في تركيا وتنوعها بشكل خاص، والاستثمار في تركيا بشكل عام والأبعاد السلبية المترتبة على قرار رفع الاستثمار عن 250 مليون دولار في حال تم تنفيذه على أرض الواقع.
هذا إلى جانب الشؤون الطلابية المدرسية والجامعية والمنح الي تم تقديمها لأبناء الجالية.
تفاصيل اللقاء فيما يلي: [1]المصدر: صحيفة سراي بوست

- ما هو دور الجالية الفلسطينية في تركيا؟
الجالية الفلسطينية في اسطنبول هي الممثل الرسمي لأبناء الجالية الفلسطينية في اسطنبول والتي تعنى بكل مشاكلهم الرسمية وغير الرسمية، وهي مؤسسة قائمة منذ العام 2004 بإسطنبول يتناوب على إدارتها ورئاستها أفراد بإنتخابات دورية مرة كل سنتين، وتم إنتخابي للدورة الثالثة منذ عام 2019 وستنتهي دورتي شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري.
وتحاول الجالية الفلسطينية أن تكون حلقة الوصل بين أبناء الجالية والمؤسسات الرسمية في تركيا سواء الفلسطينية او التركية.
ونحن العنوان الصحيح الذي يثق به كل الناس لحل مشاكلهم الرسمية والتواصل معنا سهل جداً ونسعى باستمرار لحل مشاكلهم وإيصالهم للمعلومة الصحيحة.
صفحتنا على السوشيال ميديا هي الصفحة الوحيدة الموثوقة، ولا نقلل بهذا من بقية المؤسسات الموجودة، إذ تربطنا علاقة قوية جداً مع كافة المؤسسات ، وكل منه له دوره في خدمة شعبه كما أننا نسعد في الوقت عينه بمساعدة وتوجيه أي مؤسسة جديدة ، لأننا على ثقة بأن فلسطيني يسعى لتأسيس مؤسسة فلسطينية بالتالي ستخدم أهداف تأسيسها لخدمة أبناء بلدهم بعيداً عن المصالح الشخصية.
خاصة وأن معاناة شعبنا الفلسطيني مستمرة منذ عشرات السنين حتى اليوم، ولذا كلنا يد واحدة، وما حصل من انقسام في الوطن لم يؤثر علينا في الساحة التركية بل بقينا يد واحدة ولم يتعدى أحد منا على الآخر ، ونحن في الجالية الفلسطينية نمنع التحدث والخوض في المواضيع السياسية، ولهذا السبب حافظنا على قوة الجالية ووحدتها وخدمتها لأبناء الجالية.
إذ كل فئات و أحزاب الوطن منتمية للجالية الفلسطينية لكن تحت مبدأ المنفعة للشعب بعيداً عن السياسة، ولا أحد يعمل لمنفعة شخصية.
وبالمناسبة خدمة الجالية غير مقتصرة فقط على الذين ينتمون للجالية كأعضاء لكن لكل فلسطيني مقيم على الاراضي التركية في اسطنبول لأنه نسبة الاعضاء لا تتجاوز ال 10% من اعداد الجالية الفعلية الموجودين بإسطنبول.
وبالنسبة لعدد الأعضاء المسجلين في الجالية الفلسطينية يتجاوز ألف عضو.
أعداد الفلسطينيين ومشاكلهم
- كيف تقيم وضع الجالية الفلسطينية بإسطنبول وكم أعدادهم تقريبا؟
في سنوات تأسيس الجالية عامي 1997 و1998 كانت الجالية الفلسطينية لا تتعدى 200 او 250 عائلة فلسطينية وكلهم طلاب اتوا للدراسة واستقروا هنا.
ولكن بعد موضوع الربيع العربي ونزوح أبناء الشعب الفلسطيني، وما حصل في دول الخليج من تصعيدات خصوصا بالسعودية فيما يتعلق بموضوع الاقامة أصبح العدد يتجاوز ال 21 الف فلسطيني بكل تركيا خلال عام 2020، وفقا لإحصائية الهجرة التي وصلتني قبل 4 أشهر.
ونتوقع الان تجاوز الـ 30 ألف يعيش اغلبهم بمدينة إسطنبول ووضع الجالية بشكل عام “السواد الأعظم” منهم إما مهندس أو طبيب، ولكن مع بداية الهجرة منذ 7 سنوات أصبح لدينا من كل فئات المجتمع بما فيهم محاميين إعلاميين وصحفيين، حتى فئة العمال.
لكن المشكلة الرئيسية التي تواجه ابناء الجالية هي موضوع اللغة التركية مما يعمل على تأخير اندماجهم مع المجتمع التركي.
الأمر الثاني، هو أننا قابلنا وزير الداخلية التركي سليمان صويلو مع سعادة السفير فائد مصطفى قبل أشهر، وطرحنا مشاكل الجالية الفلسطينية واهم ما طالبناه هو مساواة المواطن الفلسطيني على الاقل بالمواطن السوري اللاجئ بإذن العمل ونأمل الموافقة عليها.
والمشكلة الأخرى هي ارتفاع تكلفة مصاريف الاقامات حيث تعتبر مرتفعة بالمقارنة مع جنسيات أخرى، ولذا طلبنا مساواتها بأقل جنسية ، وتخفيض كلفتها إلى ما يقارب 120 ليرة سنوياً.
كما طالبنا أيضا بمنح الاقامة الدائمة للفلسطيني.

إقامة دائمة
- متى سيم البت بقرار الإقامة الدائمة للفلسطيني؟
نأمل قبل نهاية العام الحالي، وعدنا مدير إدارة الهجرة بحل المشاكل المتعلقة بالفلسطينيين.
ففي عام 2016 قمنا بحل عدة ملفات للفلسطينيين المخالفين للإقامات، ولكن العدد آنذاك كان بسيط ولا يتجاوز المئات.
وفي شباط/ فبراير الماضي، زرت مدير إدارة الهجرة بمرافقة القنصل الفلسطيني هناء رمضان، واتفقنا على التعاون مع جميع الأشخاص المقدمين على الإقامات الإنسانية وحل مشاكلهم والآن جاري العمل على حل مشاكل المخالفين ، وما زال الموضوع قيد الدراسة.
جميع الفلسطينيين
- هل تشمل القرارات جميع الفلسطينيين من حملة الجواز الفلسطيني وكذلك حملة الوثائق؟
سيتم التعامل مع جميع الفلسطينيين بالتساوي، حيث سيكون كل شخص يحمل الجنسية الفلسطينية سواء جواز السلطة او حملة الوثائق اللبنانية والمصرية وسيتم التعامل معه بنفس الكفة، اما بالنسبة للجواز الاردني بلا رقم وطني سيتم دراسة هذا الامر.
لا رفض
- هل هناك رفض لإقامات الفلسطينيين؟
لم يصلني أي شيء بهذا الخصوص، وإن حصل أي مشكلة أعتقد أنها تكون بسبب مشاكل البريد فيما سبق وليس رفضاً من دائرة الهجرة لإقامته كونه فلسطيني.
فلسطيني 250
- كم عدد الفلسطينيين الحاصلين على الجنسية التركية؟
نقلا عن كلام نائب وزير الداخلية، فقد حصل 250 فلسطيني على الجنسية التركية سواءً عبر الاستثمارات أو بشكل رسمي وذلك حتى شهر نيسان/ ابريل 2021.
الاستثمارات الفلسطينية
- كيف ترى وضع الإستثمارات الفلسطينية في تركيا؟
نحن من اوائل رجال الاعمال المستثمرين في تركيا رغم ضعف وضعنا المالي، وبرغم أيضا وجود خوف من الاستثمار بتركيا سواء من رجال أعمال عرب أو أجانب.
ويوجد لدينا مصانع فلسطينية في كثير من المجالات مثل أدوات التنظيف، الأسانسيرات، الصناعة والتغليف والتعبئة ، ومؤخراً بدأوا في مجال الإنشاءات والبنى التحتية.
مصانع تنظيف
- ماهي الإستثمارات التي دخل بها حازم عنتر؟
بدأت كموظف صغير في شركة بإسطنبول منذ 1996 ولغاية 2000 ، ومن ثم استقلت عن الشركة، وأسسنا شركة زيتا والتي تحمل اسم قريتي بفلسطين “طولكرم” ، بالشراكة مع جمال مصطفى رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين في تركيا.
واستمرينا بشركة التجارة الخارجية لغاية 2004 ، وعقب ذلك بدأنا نصنع مواد تنظيف باسم ماركة زيتا بمصانع تركية لغاية 2010 .
ومن ثم قمنا بتأسيس مصنعنا بإسطنبول بمنطقة “حراميديري” على مساحة 7500 متر مربع مساحة مغلقة ، ويبلغ إنتاجنا نحو 110 طن يومياً من مواد التنظيف ، ونصدّر إلى 47 دولة في العالم ولدينا مكاتب للتصدير في مجيدية كوي وتقسيم.
ولدينا نحو 60 عامل في المصنع 19 موظف في المكاتب الإدارية.
وفي فترة الجائحة كان هناك ضغط في عمل المصنع لدينا بسبب الطلب العالي على المعقمات ، ولذا ارتفع أعداد العاملين لدينا إلى 120 عامل.
ونحاول قدر الإمكان تشغيل الأيدي العاملة الفلسطينية وكل موظف فلسطيني يعمل معنا أصدرنا له إذن عمل بشكل رسمي.
شؤون طلابية
- فيما يتعلق بالشؤون الطلابية في المدارس والجامعات، كيف تقيم الوضع فيها؟
كان حلمنا أن يكون هناك مدارس تحمل المناهج الفلسطينية، والان لدينا 3 مدارس فلسطينية وعلى تعاون وثيق معهم وهي مدرسة الفنار ومدرسة الياسمين ومدرسة القدس الدولية.
وفي العام الماضي قدمنا 25 منحة مدرسية بالتعاون مع مدرسة الفنار الفلسطينية ، معفية بشكل كامل من الأقساط ، إلى جانب تقديم 37 منحة بأقساط مخفضة ، وهدفنا من ذلك هو مساعدة الأسر المستورة على تعليم أبنائها المنهاج الفلسطيني ، وبهذا الخصوص أوجه الشكر للدكتور عيسى خواجة على المنح التي قام بتقديمها.
أما بالنسبة لطلاب الجامعات يوجد اتحاد طلبة فلسطين وهم المسؤولين عن الطلاب، إلى جانب وجود لجنة شبابية في الجالية الفلسطينية بهدف التعاون مع اتحاد الطلبة،
وفي العام الماضي حصلنا على 12 منحة جامعية لأول مرة، منها 5 منح داخل إسطنبول و7 منح خارج إسطنبول.
وكنا على درجة عالية من الشفافية ودراسة الأوضاع المالية للطلاب، ونأمل أن تكون لدينا أعداد مضاعفة خلال العام الحالي.
تركيا بين الأمس واليوم
- على مدار 31 سنة مقيم على أرض تركيا، ما الفرق بين تركيا الماضي واليوم خاصة بعد دخول عدد كبير من الجاليات العربية في الآونة الأخيرة؟
البلد اختلفت بشكل كبير خاصة بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم، حيث كان الوضع سيء جداً كما كنا نواجه مشاكل عديدة بما فيها قطع المياه والروائح الكريهة.
إلا ان البلد الآن أصبحت أفضل بكثير بعد وصول حزب العدالة والتنمية.
ثانياً الكثرة من الأشياء التي قد تسبب ازعاجاً، وقد يكون كثرة وجود العرب قد سبب انزعاجاً للعديد من الأتراك في بداية الأمر، إلا أن عامل الاحترام موجود.
كما أن طريقة تعاملهم اختلفت بعد ذلك مع الجاليات العربية وأصبحوا يتقبلون اي شيء أجنبي بالبلاد.
وبالمناسبة تم تأسيس المجلس الأعلى للجاليات العربية بصفتي الرئيس الرسمي وتم تأسيسه قبل سنة ونصف تقريباً وكل 3 أشهر يتم تغيير الرئيس واعطائه لجالية أخرى.

أوجه التعاون
- ماهي أوجه التعاون بين الجاليات العربية؟
بشكل عام كل مشاكل التي تواجه الجالية العربية بشكل عام، وسيكون لدينا عدة فعاليات بعد كورونا بإذن الله.
مليون دولار
- هل تتوقع أن تغلق تركيا أبوابها أمام الاجانب؟
هناك حزب معارض في البرلمان التركي قدم طلباً برفع قيمة الاستثمار للجنسية إلى مليون دولار وهو طلب لم يوافق عليه بعد، وهذه إحدى العلامات التي تشير إلى نيتهم لتقليل الأعداد الوافدة إلى تركيا ، ولكن هذا يدل على تصعيب القدوم وتصعيب الاقامات إلى حد ما.
أبعاد سلبية
- ماهي الابعاد المترتبة عليه في حال تطبيق القرار؟
ستكون له نتائج سلبية، حيث سوف يؤثر على القوة الشرائية للسوق التركي الداخلي ، فهناك نحو 4 مليون عربي تقريباً في إسطنبول فقط ، وهذا عدد كبير جداً والقدرة الشرائية لهم عالية نوعاً ما ، كما انه سيؤثر على سوق العقارات سواءً على المستأجرين أو الملاّك.
وهذا القرار من غير الممكن أن يتخذ بشكل مباشر وبسهولة.
ومن هنا ادعو جميع الشعوب العربية العامة والجالية الفلسطينية خاصة لإصلاح وضعهم القانوني بمعنى آخر الخروج من موضوع الاقامة السياحية، والحصول على إقامة عقارية أو إقامة عمل ، والابتعاد قدر الإمكان عن الإقامة السياحية.
- هل هناك تواصل دائم بينكم وبين السفارة الفلسطينية؟
نعم 7/24 وعلى تواصل مستمر مع السفير الفلسطيني لتدارك أو حل أي مشكلة، كما أن هناك تعاون كبير فيما بيننا وبين وزارة الخارجية دائرة المغتربين.
كما أنني عضو عام منتخب في إتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا منذ عام 2018م، حيث نتعاون ونتشاور بشكل دائم حول المشاكل المتعلقة بالجالية الفلسطينية.
- كم عدد يبلغ عدد الجاليات الفلسطينية في أوروبا؟ وما أكثر دولة تتمركز فيها الجالية الفلسطينية؟
أتوقع أنه يصل إلى مليون فلسطيني، وتعتبر ألمانيا أكثر دولة استقبلت الفلسطينيين ، حيث كان يبلغ عدد الفلسطينيين فيها نحو 250 ألف ولكنه وصل الآن ما يقارب 350 ألف ، كما أن فرص العمل فيها متوفرة ، فالسواد الأعظم للفلسطينيين في ألمانيا رغم وجود نسبة كبيرة منهم في بلجيكا والسويد واليونان.
- ما حصل مؤخراً في حي الشيخ جراح ، هل يعتبر انتصاراً؟
رغم قدراتنا البسيطة نحن الفلسطينيين إلا أن جميع ما نفعله يعتبر انتصاراً، سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وغزة سطرت أسطورة رغم الدمار الكبير، ونأمل أن نتعاون جميعا لإعادة بناء هذا الدمار.
وبالنسبة للقدس ، ما زالت المشكلة قائمة فيها ، ولذا فإننا نحاول الوصول إلى مسؤولين أتراك وجمعيات بهدف إثارة الرأي العام وتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لأهلنا في غزة والضفة الغربية.
شعب مناضل
- م. حازم عنتر بنهاية اللقاء ماذا تحب ان توجه كلمة للجالية الفلسطينية؟
أولاً بشكر سراي بوست على هذا اللقاء ولإعطاءكم أهمية بالجاليات العربية خصوصاً لجاليتنا الفلسطينية، و رسالتي لجميع أبناء جاليتنا نأمل أن يكونوا يد واحدة ويتعاونو مع بعضهم البعض، وما حدث من بعض الأشخاص في الآونة الأخيرة يعد حادث عرضي ولا يمثل الشعب الفلسطيني سواء بفلسطين أو تركيا، حيث أننا شعب مناضل مكافح.
للإستماع الى اللقاء
[ لمشاهدة اللقاء بالصوت والصورة ]
المصادر
↑1 | المصدر: صحيفة سراي بوست |
---|