أخبار دولية

ذي لاين السعودية، نموذج اقتصادي في أقل مدن العالم تلوثا

يُعد مشروع “ذي لاين” كما يقول بن سلمان، ثورة في الحياة الحضرية.

حيث تهدف السعودية من مشروع نيوم، إلى بناء مدينة المستقبل القائمة على التكنولوجيا، والمكتفية ذاتيا في الطاقة والغذاء، ومن خلالها تطمح المملكة لزيادة عدد سكانها لأكثر من الضعف “70 مليون نسمة”.

حيث تتفرّد مدينة ذي لاين بخلوّها من الشوارع والسيارات وبالتالي فهي خالية من الانبعاثات الكربونية، إذ ستمد المدينةَ بالكامل طاقةٌ متجددة بنسبة 100 بالمئة.

كما ستكون 95 من مساحة نيوم طبيعة محمية لن تُمس؛ وستُصمم وسائل التنقل والبنية التحتية لخدمة الإنسان وليس العكس كما يحدث في المدن التقليدية.

ستبلغ مدينة “ذا لاين” 200 مترا عرضاً، و170 كم طولاً، و500 مترا ارتفاعاً فوق سطح البحر.

سيحتضن “ذا لاين” 9 ملايين نسمة داخل مدينة ستُبنى على مساحة 34 كم مربع فقط، وبالتالي ستصل آثار البنية التحتية إلى أدنى مستوياتها، لتكون النتيجة مستويات فائقة من الكفاءة غير المسبوقة في توظيف موارد المدينة.

تتضمن “ذي لاين” منظومة متكاملة للتنقل عبر قطار فائق السرعة، يصل بين أقصى نقطتين داخلها، في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة.

كما تقع “ذي لاين” داخل مشروع نيوم، المتوقع أن يكون وجهة للعمالة الأردنية والمصرية خصيصاً ، بسبب القرب الجغرافي، واستفادة البلدين من المشروع، كما أعلن ولي العهد السعودي عند إطلاقه.

كما سيدفع المشروع إلى إنعاش المناطق المحيطة به في الأراضي الواقعة داخل الحدود الأردنية والمصرية، عبر تطوير شبكة نقل إلى المشروع، وقد يمتد إلى إقامة مشاريع سياحية تحاكي نموذج “نيوم”.

وفعلا، بدأت شركات أردنية خاصة تلك الناشطة في مجال تكنولوجيا المعلومات، تبحث عن موطئ قدم في نيوم، للانتقال إلى نموذج جديد من عالم الأعمال والابتكار.

والابتكار هو كلمة السر في مشروع نيوم، إذ سيتم رقمنة 13 قطاعا رئيسا قائمة على الذكاء الاصطناعي، بدءا من تكنولوجيا الزراعة والمياه، وليس انتهاء بتكنولوجيا النقل.

وضمن المشروع، ستخصص مصر أكثر من 1000 كيلومتر مربع من الأراضي للمشروع في محافظة جنوب سيناء، وهي أراض ستتحول من صحراء إلى واحة للأعمال.

والأسبوع الماضي، قال بن سلمان إن المملكة ستستثمر بكثافة في مصر لاستكمال مشروع نيوم بما في ذلك مدينة شرم الشيخ.. “من المرجح أن يتم إدراج مشروع نيوم بحلول عام 2024”.

وتبلغ الكلفة التقديرية لتطوير نيوم في الجانب المصري، بنحو 10 مليارات دولار.

وتعول الأردن ومصر والسعودية على إقامة برامج سياحية بحلول 2024، تتضمن زيارة مصر والأردن وانتهاء بمدينة نيوم، أي التنقل بين ثلاث دول في رحلة سياحية واحدة.

كذلك، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية في أكثر من مناسبة على مدار السنوات الأربع الماضية، عن تطلعات لتكون شركاتها جزءا من مشروع نيوم، إلا أن غياب علاقات دبلوماسية مع المملكة، قد تصعّب تحقيق ذلك.

وتقدم إسرائيل نفسها، على أنها عاصمة للتكنولوجيا الفائقة على مستوى العالم، وفيها مقرات رئيسة لشركات عالمية، مثل أبل، وإنتل، فيما تشكل التكنولوجيا أكثر من 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

** موقع استراتيجي

ومشروع نيوم، الواقع تقريبا في قلب الكرة الأرضية سيكون قبلة لـ 40 بالمئة من سكان العالم، من خلال رحلات جوية لا تزيد عن سفر 6 ساعات جوا.

الأهم، أن المشروع واقع بالقرب من قناة السويس، إحدى أهم شرايين التجارة بين الشرق والغرب، والتي تطمح مصر أن تستفيد من القناة للسياحة كما هي في التجارة.

ووفق بيانات منظمة التجارة العالمية، فإن 13% من التجارة البحرية حول العالم تمر عبر قناة السويس المصرية والبحر الأحمر.