مقالات كتّاب

“عقلك صغير”.. صفة أم سلوك؟؟

سراي بوست: مناهل محمد

أن يصف أحدهم آخر قائلاً “عقلك صغير” نعلم جميعاً أنها إهانة، ولكن لماذا يستخدم الأشخاص هذه العبارة لوصف أحدهم؟ وما الذي يفعله أحدهم لنُسقط عليه هذه الصفة؟

صاحب العقل الصغير ليس هو ذلك الشخص غير الراشد أو غير السوي عقلياً، قد يكون بيننا أشخاص كباراً في السن وذوي مناصب ولكن مع ذلك عقولهم صغيرة.

أصحاب العقول الصغيرة يا صديقي هم أولئك الذين يعيشون وكأنهم محور هذا الكون وكل شيء يدور حولهم , لا يشعرون بأحد ويحاولون دائما إثبات أنهم على حق وأن الآخرين مخطئين على الدوام.

العقول الصغيرة هي التي تظل تقارن نفسها دوماً بغيرها وتعتقد أن الأخرين لا يستحقون ما وصلوا إليه.

العقول  الصغيرة هي التي تظل تقاتل، وتجادل، وتتعالى على هذا، وتهزم ذاك وتعتقد أنها انتصرت والحقيقة أنه انتصار فارغ أجوف.

العقول الصغيرة هي العقول التي لا تحترم أراء الأخرين ولا تقبلها، ولا تسعى لجبر خاطر أحد.

أتود أن تختبر نفسك , إن كنت بينهم أم لا، إذن فكر قليلاً.. هل تميز بين الحق والباطل ولا تظلم غيرك بفعل ولا بقول؟ هل تقدم للأخرين ما ترجوه منهم؟ هل تحكم على الأشخاص دون أن تستمع لهم؟ ماذا تفعل عندما يغضبك شخص ما؟ ما الشعور الذي يستحوذك عندما تسمع عن نجاحات الآخرين ومشاريعهم؟؟

عبارة “عقلك صغير” ليست صفة عابرة نسقطها على أحد لمجرد أنه تصرف بشكل  خاطئ، إنما هو سلوك يمارسه البعض  في تعاملاتهم مع غيرهم، ناسين ومتناسين أن الله ميزنا بالعقل لنعيش حياة الأسوياء، لنجاهد أنفسنا على الدوام، ونفعل كل ما بوسعنا لنكن أحسن أخلاقاً، صادقين وننوي الخير لنا وللأخرين.

وتذكر دائماً أن الشخص الذي يمتلك مثل هذه العقلية لا يترك أثراً طيب أينما ذهب ولا يكون له تأثير حتى في محيطه.. بل يكون شخصاً غير مرحب به حتى في منزله ولا يرتاح لحديثه أحد، يقول أحد الفلاسفة النقاش مع أصحاب العقول الصغيرة كالضغط على رأس عطر فارغ مهما اجتهدت في ضغطه لا ينتج عطراً بل يؤلم إصبعك لا أكثر !

Exit mobile version