8 يونيو، 2025 | 11:36 صباحًا
مقالات كتّاب

الطرق الأساسية للظهور الإعلامي وكيفية إيصال الأعمال للجمهور

الظهور الإعلامي

علاء حطاب /  معد ومقدم برامج في راديو صدى الفرات

لإيصال أي رسالة هناك ثلاث طرق أساسية، إما المقروء، أو المسموع، أو المرئي. اسأل نفسك هل أنت تقرأ الصحف، أم تستمع للإذاعة، أم تشاهد الفيديوهات على التلفزيون، أو التواصل الاجتماعي؟. وبجمع عدد معين من الإجابات سنكتشف أن الفيديوهات بالترتيب الأول، ثم المسموع، ثم المقروء. لأن الفيديو يعتمد على حاستي النظر والسمع، وهو الوسيلة الأسرع لإيصال المعلومة، بينما المسموع يكون من خلال حاسة واحدة، وهي السمع، والوقت في إيصال المعلومة يكون متوسطاً، بينما المقروء قد يكون الأبطأ، وهو يعتمد على حاسة واحدة وهي النظر، لكنه الأكثر تثبيتاً للمعلومة، لأنه يحتاج للمزيد من الجهد الفكري.

لا بد للمهتم بالظهور الإعلامي اختيار الطريقة المناسبة لإيصال أعماله للجمهور – تلفزيون، وإذاعة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وصحافة، وغيرها – فالأديب مثلاً بكل تأكيد لم ينفذ أعماله للورق فقط، وإنما لإيصالها للجمهور. فمن المهم الاهتمام بالظهور الإعلامي، واختيار الطريقة الأمثل.

في الانتخابات الأمريكية بين نيكسون وكيندي 1960 ..
نيكسون كان قوياً بحضور صوته، لكن كيندي كان له ظهور قوي على التلفزيون المرئي، وقد توقع من استمع إلى الراديو فوز نيكسون، بينما من كان يشاهد التلفزيون توقع فوز كيندي، وهذا ما حصل لأن كيندي عرف أن الظهور المرئي في هذه الحالة أقوى من الأداء الإذاعي في الراديو.

ونحن الآن في ثورة السوشيل ميديا، وقد أصبحت الفرصة متاحة للجميع، حيث لا قيود كقيود الإعلام التقليدي، ولا حاجة للأدوات الموجودة في الإذاعة والتلفزيون.. بإمكان أي أحد استغلال هذه الفرصة، كما أن السوشيال ميديا أتاحت فرصة التفاعل مع الجمهور بشكل أكبر من خلال التعليقات والمشاركات التي تحدث على هذه المواقع.

يجب على “المؤثر” أن يميز بين تقنيات كل وسيلة، والتفرقة في هذا التنوع الكبير. فالإلقاء الحر أمام الجماهير يختلف عن المقابلة على الإذاعة، ويختلف عن برنامج يوتيوب، ويختلف عن المقال الصحفي مثلا.. فلكل وسيلة تقنياتها وطرائقها وأنواعها. فالبرنامج المسجل يختلف عن المباشر، ويختلف عن الحواري، والخ..

أكثر الأنواع تأثيراً هو المرئي، وهو الأصعب، ويتم تجاوز هذه الصعوبة من خلال الإعداد الجيد..

أما بالنسية للإذاعة، فيظن البعض أن الإذاعة قد ماتت، أو تلاشت بظهور التلفزيون، وأن تأثيرها أصبح محدوداً كوسيلة إعلامية، والحقيقة على العكس تماماً، ما زال الاهتمام بالإذاعة قائماً وثابتاً، وعلى العكس زادت متابعة الإذاعة بشكل ملحوظ بعد انتشار تطبيقات الجوال.. فهناك ما زال من يهتم بالاستماع للإذاعة في السيارة، والاستماع لبعض البرامج الصوتية في أوقات الفراغ أو ممارسة الرياضة… ومن خلال عملي في الإذاعة لاحظت من هم يعشقون الإذاعة، ويهتمون بها، ولديهم شغفهم واهتمامهم بها، والإذاعة تتميز عن التلفزيون والمرئيات من خلال توسيع الفكر والخيال..

الاستمرارية من أهم عوامل نجاح الظهور الإعلامي… هناك من نجحوا بلقاء تلفزيوني، أو أي وسيلة أخرى، ونسيهم الجمهور بسبب عدم استمراريتهم و ديمومتهم في الظهور.

اللغة والإعلام:
سابقاً، كان يتوجب على كل من يود الدخول لهذا المجال أن يكون صوته جهورياً، ويتوجب عليه إجراء اختبارات النطق، فإن كان لديه مشكلة في بعض الأحرف كالراء أو الشين أو اللثويات، مثلاً، سيخسر فرصته في العمل بها، لكن الآن، وبعد انتشار الكثير من العاملين في هذا المجال وباختلاف الأداء لم يعد الجمهور يهتم بنوع الصوت بقدر اهتمامه بالمحتوى، لكن أخطاء اللغة خط أحمر، وغير مقبولة في الإعلام، لأن الأخطاء اللغوية تشتت انتباه الجمهور، فيفقد المحتى قيمته.

التطوير الدائم:
يجب على الإعلامي أن يبقى على اطلاع دائما بآخر التحديثات، فالذين بدؤوا على المنتديات على الإنترنت طوّروا من أنفسهم من خلال التأليف على المواقع المختلفة، وعلى الوسائل الإعلامية المختلفة، ومَن بقي على المنتديات قلّ رواده، وقد تكون المنتديات قد انقرضت في عصرنا الحالي.. والأمثلة على ذلك كثيرة كمن اعتمد على الكاسيت، ومن اعتمد على السيدي وغيرها، فالإعلام مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنلوجيا والتطور الدائم في هذا المجال.

الصحافة الورقية:
رغم تراجع الصحافة الورقية على حساب الالكترونية، إلا أنه ما زال الاهتمام بها قائماً وخاصة لمن يفضلون القراءة الورقية، فهناك الكثير ممن يفضلون القراءة الورقية بدلاً من الالكترونية، وإن من أهم ما يميز الصحافة الورقية أن لها تأثيرها المحلي، وبما أن هناك رقابة قوية وتدقيق يضبط الصحافة الورقية فتعتبر مرجعاً للكثير من البرامج المرئية والمسموعة، وهذا على عكس الصحافة الالكترونية التي تعتبر الرقابة عليها أقل من الورقية فتكثر فيها الإشاعات والإساءات أحياناً.

الظهور الإعلامي والمردود المادي:
الظهور الإعلامي لا يجني الثروة المادية لكنه يجني الثروة الجماهرية وهذا بدوره، مستقبلاً، قد يجني الثروة المادية، لذلك يمكن اعتبار الظهور الإعلامي استثماراً.

الكاريزما والظهور الإعلامي:
بعض الخصائص الشخصية المطلوبة في الظهور الإعلامي تكون فطرية وبعضها يكون مكتسباً، فالبعض يكون له حضوره بالفطرة، والبعض حضوره الإعلامي أضعف، وكلاهما يحتاج لتعزيز الخصائص الشخصية الفطرية، وتطوير الخصائص الشخصية المكتسبة لتحقيق أفضل نتيجة في الظهور الإعلامي، وتطوير هذه الخصائص من خلال تعزيز القراءة بالدرجة الأولى، والانفتاح اجتماعياً للتعرف على الشخصيات المهمة والمؤثرين، ومن خلال حضور دورات تدريبة لتنمية المهارات في المجال الذي تركز عليه، كما أن السفر والتعرف على مجتمعات جديدة والتواصل معهم يعزز الكاريزما الاعلامية، كذلك تعلم اللغات من العوامل التي تساعد على زيادة الثقة وتطوير الخصائض الشخصية التي تساعد الشخص على التواصل مع مجتمعات مختلفة.

Exit mobile version