يظن المستثمرون المبتدئون أن الحظ يحالف المستثمرين الناجحين دومًا، وأنهم لا يقعون أبدًا في أخطاء، إلا أن أنجح المستثمرين، بمن فيهم المستثمر الشهير وارين بافيت، ارتكبوا أخطاء في كثير من الأحيان.
ورغم أنه لا يمكن تفادي الأخطاء في عالم الاستثمار، فإن من الممكن التعلم من أخطاء المستثمرين الكبار، من أجل تجنب الأخطاء الفادحة التي يمكن أن تدمر المحفظة الاستثمارية، ونستعرض في هذا التقرير 4 من هذه الأخطاء التي وقع بها مستثمرون ناجحون، والدروس التي يمكن تعلمها من ذلك.
4 أخطاء فادحة وقع بها مستثمرون كبار وما يمكن تعلمه من ذلك
- المستثمر بيل أكمان (المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “بيرشينج سكوير”)
الخطأ:
–رغم أن صندوق التحوط “بيرشينج سكوير” حقق نتائج ممتازة على المدى الطويل، إذ سجل عائدات تراكمية بنسبة 503.1% من عام 2004 وحتى نهاية 2016، فإن شركة “فالينت” للأدوية أضرت بعائدات أكمان وسمعته.
-تعاون أكمان في البداية مع “فالينت” لشراء شركة الأدوية المنافسة “أليرغان”، ورغم فشل هذا الاندماج، فإن أكمان واصل استثماره في “فالينت”.
الدرس المستفاد:
–ما حدث مع “فالينت” يمثل نموذجًا لشركة حاولت إرضاء وول ستريت، لدرجة أنها لجأت لإجراءات تنطوي على مخاطر.
-ورغم أن استراتيجية الشركة للنمو عن طريق الاستحواذ بدت رائعة لبعض الوقت، فإن ميزانيتها العمومية تداعت، بسبب تراكم الديون نتيجة إجراء المزيد من عمليات الشراء.
– استمر سهم “فالينت” في الانخفاض مع تفاقم مشاكلها، حتى اضطر أكمان في النهاية لبيع حصته بالكامل في الشركة عام 2017.
2– المستثمر وارين بافيت (المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة “بيركشاير هاثاواي”)
الخطأ:
-كان شراء “بيركشاير هاثاواي”- الشركة التي صارت تحت قيادة بافيت من أكثر الشركات نجاحًا في العالم- أكبر أخطاء بافيت كما صرح هو.
-كانت شركة “بيركشاير هاثاواي” للنسيج متعثرة عندما اشتراها بافيت عام 1964، بهدف تغييرها، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام، وأغلق بافيت آخر مصنع للشركة لصناعة النسيج عام 1985.
– قال بافيت في خطاب للمستثمرين عام 2014 إن الاستثمار في “بيركشاير” كان قرارًا غبيًا للغاية.
الدرس المستفاد:
– أكبر خطأ ارتكبه بافيت أنه وضع أمواله في شركة كانت تعمل في صناعة تندثر، ولم تكن الشركة قادرة على تغيير مسار عملها لأسباب متنوعة.
3- المستثمر جون روجرز (مؤسس شركة “أرييل” للاستثمارات)
الخطأ:
– حقق روجرز كمدير لصندوق “أرييل” سجلاً حافلاً بالإنجازات، لكن استثماراته انحرفت عن مسارها في بعض الأحيان.
– كان الاستثمار في شركة “بريستو” من أكبر أخطاء روجرز، فهذه الشركة كانت أكبر مورد لطائرات الهليكوبتر الخاصة بصناعة النفط والغاز، وحين استثمر روجرز بها عام 2012، كانت صناعة الطاقة مزدهرة.
– رغم أن روجرز قابل فريق الإدارة ست مرات لفهم العمل، فإنه فوجئ عندما تم إلغاء المشروعات البحرية للشركة، ثم تراجعت أسعار النفط مع زيادة الإنتاج، ما أدى إلى تراجع الطلب على طائرات الهليكوبتر.
– انهار سعر سهم “بريستو” منذ ذلك الحين من أكثر من 80 دولارًا في منتصف 2014، حتى وصل إلى 13.32 دولار.
الدرس المستفاد:
– من أهم الدروس التي يجب على المستثمرين تعلمها من خطأ روجرز، أهمية التفكير في أسوأ السيناريوهات.
– يحاول مديرو صندوق “أرييل” الآن تقييم إلى أي مدى يمكن للشركة أن تتحمل انكماشًا حادًا في الصناعة، ويولون اهتمامًا خاصًا لمستوى ديونها.
4- المستثمر مارك فين (مدير صندوق “تي.رو برايس”)
الخطأ:
عندما سُئل فين عن أكبر خطأ وقع به، أجاب بلا تردد: شركة “أفون” لمستحضرات التجميل.
– كانت الشركة تشتهر ببيع منتجات التجميل، إلا أنها تضررت من المنافسة عبر الإنترنت، ومن منافسين مثل “بروكتر آند غامبل”.
– كان فين يظن أن المشكلة تكمن في إدارة الشركة، وكان متفائلاً عندما تم تعيين شيري ماكوي في منصب المدير التنفيذي للشركة عام 2012، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام رغم ذلك، وبدأ فين في بيع أسهم “أفون” عام 2014 بنحو 14 دولارًا للسهم، وتكبد خسائر ضخمة.
الدرس المستفاد:
– قد تبدو الأسهم الرخيصة فخًا للمستثمرين، ففي حين كان العالم يتغير حول شركة “أفون” على سبيل المثال، إلا أن نموذج أعمالها ظل كما هو، لذلك وعلى الرغم من أن سعر السهم قد يبدو رخيصًا في مثل هذا الوضع، فإن من الأفضل للمستثمرين أن يتجنبوا الاستثمار في وضع كهذا.