
تشتهر بلوفديف، ثاني أكبر مدن بلغاريا، بأسلوب حياة فريد يميزها عن غيرها من مدن العالم.
وعندما تستقل حافلة من العاصمة صوفيا إلى مدينة بلوفديف، ستلاحظ بمجرد النزول من الحافلة الاختلاف الكبير في إيقاع الحياة بين المدينتين.
ففي مدينة بلوفديف، يمشى الناس على مهل، حتى يخيل إليك أن لديهم متسع طويل من الوقت. وتبدو الطرق في بلوفديف أقل ازدحاما منها في صوفيا.
وقد يتضح هذا الاختلاف جليا عندما تتجول في أرجاء المتنزه في قلب المدينة،
حيث يتجمع كبار السن ويلعبون الشطرنج ويجلس الناس باسترخاء ويتجاذبون أطراف الحديث تحت ظلال الأشجار الضخمة المعمرة. وستشعر حينها أن هناك نوعا من خلو البال أو اللامبالاة في المدينة، لكن يصعب فهم أسبابه.
وفي منطقة كابانا بقلب المدينة، تزدحم طرق المشاة برواد الحانات والمقاهي، وتجلس مجموعات من الشباب والعشاق أمام الجداريات الزاهية التي تزدان بها جدران الطرقات. ويقضى الناس ساعات في المقهى المجاور لمسجد دزومايا في قلب المدينة، ويحتسون القهوة التركية.
وحتى القطط في شوارع المنطقة المرصوفة بالحصباء، تبدو أكثر خمولا من المعتاد. فهي تمط جسدها بتكاسل وتخرخر ثم تتقلب وتعود للنوم. وإذا سألت الناس لماذا يسود هذه المدينة الخمول والتراخي، سيردون بكلمة واحدة “أيلياك”.
ولا تستخدم هذه الكلمة كثيرا خارج بلوفديف، رغم أنها أضيفت إلى المعاجم البلغارية منذ أواخر القرن التاسع عشر. واشتقت “أيلياك” من كلمة “أيلاكليك” التركية التي تعني الخمول أو التلكؤ أو التسكع، وتعود جذورها إلى كلمة “أيليك” أو “شهر” بالتركية.