
- لا يوجد سوى التعويل على وعي المواطن والتزامه بالإجراءات الاحترازية والوقائية قدر المستطاع
- الوضع الصحي والإنساني في ظل تفشي وباء كورونا باليمن بات أكثر مأساوية من أي وقت مضى
منذ أسابيع يواجه اليمن موجة ثانية من فيروس كورونا، ضربت جميع المحافظات الـ22، ما أدى إلى خلق تداعيات إنسانية وصحية كبيرة.
وحتى مساء السبت، ارتفع إجمالي إصابات كورونا في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية إلى 4697 ، بينها 932 وفاة، و 1715 حالة تعافٍ.
ومنذ بداية جائحة كورونا مطلع 2020، لم تعلن جماعة الحوثي سوى عن إحصائية واحدة كانت في 18 مايو/أيار الماضي، أعلنت حينها 4 إصابات بينها حالة وفاة، وسط اتهامات شعبية ورسمية للجماعة بإخفاء أعداد المصابين في مناطق سيطرتها ، وفقا لوكالة الأناضول.
وأدى فيروس كورونا إلى وفاة 75 طبيبا يمنيا، وفق أحدث بيان صادر عن نقابة الأطباء والصيادلة في البلاد.
كما أدى الوباء إلى وفاة شخصيات كبيرة، بينهم مسؤولون حكوميون وقادة عسكريون وصحفيون.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، الجمعة، عبر حسابه على تويتر إن البيانات الرسمية لا تعكس الانتشار الحقيقي لفيروس كورونا في البلاد، داعيا إلى توخي الحذر والالتزام بالممارسات الاحترازية، للحد من انتشار أوسع للجائحة ولتفادي مزيد من التدهور في الوضع.

إمكانيات محدودة
يقول نائب مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في تعز ، تيسير السامعي “نعاني موجة من فيروس كورونا تضرب المحافظة الأكثر سكانا، ومختلف المحافظات اليمنية”.
وأضاف للأناضول “الوضع الصحي في اليمن أجمع يعيش أسوأ مراحله، فيما محافظات تعاني انتشارا كبيرا لكورونا دون أي إعلان رسمي عن وقوع إصابات” (في إشارة إلى المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين).
وتابع: “يواجه القطاع الصحي هذه الموجة بإمكانيات محدودة، رغم افتقار الطاقم الطبي لوسائل السلامة والوقاية، ومع ذلك يعملون بكل اجتهاد وتفان في سبيل حماية السكان”.
وأردف: “هناك الكثير من زملائنا في القطاع الطبي أصيبوا بفيروس كورونا، نتيجة افتقارهم لوسائل السلامة”.
ومضى قائلا “في ظل افتقار الواقع الصحي لكثير من الدعم، لا يوجد لدينا سند سوى التعويل على وعي المواطن والتزامه بالإجراءات الاحترازية والوقائية قدر المستطاع، وكما انتهت الموجة الأولى كلنا أمل بانتهاء هذه الموجة”.

وضع أكثر مأساوية
يصارع اليمن كورونا، في وقت يصعب على ثلثي السكان الوصول إلى الخدمات الصحية، ونصف المرافق الطبية فقط استمرت بالعمل جراء الحرب، وفق تقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية.
تقول صحفية وباحثة في الشؤون الإنسانية عفاف الأبارة، إن الوضع الصحي والإنساني في ظل تفشي وباء كورونا باليمن بات أكثر مأساوية من أي وقت مضى.
وأضافت للأناضول: “موجة ثانية من كورونا انتشرت بشكل أكبر من الموجة الأولى التي بدأت في مثل هذا الشهر من العام الماضي (أبريل/ نيسان)”.
وأفادت بأن: “الكثير من اليمينين أصيبوا بالفيروس، دون أي إحصاء لهم، كونهم لا يذهبون إلى المستشفيات من أجل العلاج، أو نتيجة التقصير من قبل السلطات في رصد الحالات أو فحصها”.
ومضت قائلة “ما يتم الإعلان عليه من قبل السلطات هو شيء يسير مقارنة بالوضع الصحي الكارثي”.
وأشارت أنه “يفترض أن يكون للوكالات الأممية والدولية الإغاثية دور فعال في هذا الوقت الحرج، سيما أن معظم اليمنيين غير قادرين على اتخاذ إجراءات احترازية من الفيروس، بسبب عدم قدرتهم حتى على شراء كمامات وقفازات بشكل مستمر نتيجة الفقر”.
وحول مستقبل هذه الموجة تقول الأبارة “لا أفق واضح حول الأمر، فالوضع الصحي مأساوي جدا، ولا تدخل فعال من قبل السلطات والمانحين لمكافحة الوباء، ما يجعل اليمنيين يصارعون المرض لوحدهم وسلاحهم الوحيد الأمل بالخلاص السريع”.
وتشهد اليمن حربا منذ نحو سبع سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء